[2589]- وفيه مات جانبك التاجي (?)، المؤيّدي. نائب حلب، بل والشام.
وكان يعرف بنائب بيروت، فإنه وليها، ثم نقل منها إلى غزّة، ثم حماه بالبذل، ثم حلب، ثم جرى ما عرفته من تقرّره في جملة مقدّمين (?) الألوف بمصر، ثم ولاية نيابة الشام، وما باشر شيئا من ذلك، بل بغته الأجل.
وكان متوسّط السيرة في أحواله.
وفيه وقعت نادرة غريبة ما سمع بمثلها قط، وهي أنّ إنسانا له على آخر خمسمائة نقرة من الدين مطله بها، فاتفق أن مات، فجهّز وحمل لمحلّ دفنه، فبلغ ربّ الدين ذلك، فأحضر أربع (?) نقباء إلى محلّ دفنه وأدركوه قبل أن توضع الجنازة، فاحتملها هو والنقباء، وعاد بها إلى القاهرة داخلا بها من باب النصر مانعا من دفنه / 159 ب / حتى يتقاضا (?) دينه، فلما رأى العوامّ ذلك صاحوا: «الشرع، الشرع»، وكثرت الغوغاء، وأخذوا النعش بميّته والغريم ومعهم النقباء، وأتوا إلى المدرسة الصالحية، وكادت تثور فتنة كبيرة، وكثر السواد الأعظم لما تسامعوا بهذه الكائنة، ووقفوا إلى القاضي جلال الدين بن الأمانة أحد نوّاب الحكم الشافعيّ، فلما رأى القاضي ذلك هاله الأمر، فأخذ في السياسة في ذلك وبادر إلى الوضوء، ثم صلّى على الجنازة، ثم أحضر ربّ الدّين فعزّره حتى أسكت عنه العامّة، وتلايق في ذلك، وإلاّ كانوا قتلوه بل ومن معه من النقباء، فإنهم تناولوهم بالضرب، فسكنت القضية (?) شيئا. وأمر القاضي بدفن الميت. وعدّت هذه من دربة هذا القاضي وكياسته ولباقته (?).
وفيه عيّن السلطان تجريدة إلى البحيرة نحوا من أربعمائة من الجند عليها أزبك من ططخ حاجب الحجّاب وعدّة من الأمراء (?).