وكان عالما له شهرة وذكر، تميّز في مذهبه، وناب في القضاء، وكان عارفا به وحسنت (فيه) (?) سيرته.
ومولده سنة إحدى وثمانماية.
وفيه قبض السلطان على جماعة من أكابر الأمراء الظاهرية وعلى عدّة من العشرات، وهم: تمربغا رأس نوبة النوب، وأزبك من ططخ أحد المقدّمين، ومن العشرات: برقوق الناصري، وقايتباي الساقي، وكان قد بلغ السلطان عنهم شيء في قضيّة قتل جانبك، فرتّب جماعة من جلبانه للقبض عليهم بالقصر، وحملوا إلى البرج فقيّدوا، وداموا به إلى الضحوة الكبرى، فأنزلوا إلى شاطيء النيل، وأحدروا في مركب إلى الثغر السكندري فسجنوا به.
وأمّر السلطان بقيّة الأمراء في هذا اليوم بعد انفضاض الموكب بالإقامة بالحوش اختشاء (?) من ثوران فتنة، وكثر القال والقيل في هذا اليوم، ولهج الكثير من الناس بزوال السلطان، وتخوّف الظاهرية على أنفسهم، وصار كل أحد منهم مترقّبا / 156 أ / السوء والمكروه.
وقد ذكرنا سبب هذه الكائنة وما فيها برمّتها في تاريخنا «الروض الباسم» (?).
وآل الأمر بعد ذلك إلى اعتذار السلطان إلى الظاهرية، وأنّ الذي فعله ليس برضاه ولا اختياره، وإنّما فعله جلبانه افتياتا، وبلغ جلبانه ذلك، فما هان عليهم.
وجرت كائنة أشرف فيها السلطان على زوال ملكه.
وبعث ليلا بإحضار قايتباي المحمودي إليه بجماعة مدرّعين (?). ثم أمر بكتابة مرسوم بإحضار من حمل من الظاهرية إلى الإسكندرية، وأحضروا في أول السنة الآتية (?).
* * *
[2575]- وفيها - أعني هذه السنة - مات من الأتراك طوخ كسّا (?) الأبو بكري، الناصري، أحمد الخمسات.
وكان خيّرا، ديّنا، أدوبا، حشما، عاقلا، ساكنا.