[2536]- وفيه ماتت خديجة (?) ابنة الأتابك جرباش كرد من الخوند شقراء ابنة الناصر فرج.
واشتغل والدها بعمل مأتمها من التربة، فنسب إلى أنه يريد القيام على السلطان. وكان ما سنذكره.
وفيه كائنة القبض على الأشرف وثوران الجند الأشرفية وآخرين من غيرهم معهم، وترشّح جرباش للسلطنة.
وكان من خبر ذلك ملخّصا أنّ السلطان كان قد بيّت على قبض جماعة عيّنهم، فقبض عليهم، ووكّل بهم بالقلعة. ولما شاع هذا الخبر بالقاهرة ثار جماعة من الأشرفية البرسبائية، وثار معهم طائفة من الأشرفية / 143 ب / الإينالية وطائفة من الناصرية وبعضا (?) من غيرهم، فركبوا وقصدوا الأتابك جرباش، وهو في مأتم ابنته ولم يصعد إلى القلعة من يومه هذا، ولما أحسّ بهم اختفى منهم بتربة الظاهرية برقوق، فقبضوا على ولده وهدّدوه حتى دلّهم عليه، فأركبوه على كره منه في الظاهر وأتوا به إلى دار قوصون شاقّين به القاهرة من باب النصر وهم محدقون به وقد رفع على رأسه سنجق ومعه كثير من الغوغاء وهم يرفعون أصواتهم بقولهم: «الله ينصر الملك الناصر».
وقد ثارت الفتنة، وكثر الاضطراب والهرج بالقاهرة والجند بآلة الحرب والأسلحة حتى وصلوا بجرباش هذا إلى دار قوصون، وكانوا على غير رأي ولا انتظام كلمة، وتركوه بمقعد الدار المذكورة في أناس قلائل، وذهبوا للتأهّب للحرب. ولما رأى جرباش ما هم فيه من عدم الرأي والتدبير أخذ في الحيلة ليهرب منهم إلى القلعة خوفا من أن يحطم عليه طائفة منها ويأخذونه بغير اختياره، فإنّ السلطان كان لمّا بلغه ذلك جمع عساكره بالقلعة، وبدرت الظاهرية بالصعود إليه أفواجا وقد استعدّوا ولبسوا لأمة الحرب. ثم صعد من كان أسفل من الأمراء إلى القلعة. ونزل السلطان إلى باب السلسلة وشرع الفواقي (?) في القتال والتحاتي (?) في غاية الانحلال.