زمّاما بمال بذله في ذلك، ثم لم ينتج وصرف، وتخومل.
وفيه كان عدّة من ضبط بالمصلّيات من الموتى ألف (?) ومائة وثلاثة وخمسون (?) نفرا. وزال الحال في هذه الأيام، واشتغل بال الناس، وتعطّلت معايشهم (?).
وفيه استقرّ الشهاب أحمد بن القليب في حجوبية الحجّاب بطرابلس، عوضا عن خشقدم الأردبغاوي، مضافا لما بيده من الأستادارية والجهات السلطانية (?).
وفي جماد الآخر كان عدّة من يرد اسمه للديوان من الأموات ثلاثمائة وستة وعشرون (?) نفرا. وكان المصلّى عليهم نحوا من الألفي نفرا (?). ويقال: بل كانوا زيادة على ثلاثة آلاف (?).
وفيه مع هذا الوباء كان الغلاء ظاهرا، وكان الخبز عزيز الوجود بالأسواق. وأبيع الرطل منه بأربعة دراهم فلوس، وارتفع سعر الغلال، وكذا الألبسة. وسبب الغلاء إنما هو الجلبان لا غير، وظهر منهم في هذا الطاعون من النوادر ما يستغرب ذكره من ذلك شدّة شرّهم في الأقاطيع، ووقع لهم في ذلك أشياء نادرة غريبة يطول الشرح في ذكرها، قد عدّدناها في تاريخنا «الروض الباسم» (?).
ومن النوادر الغريبة فيه أيضا أنّ شخصا منهم اجتاز بجنازة مسجّاة بطرحة من الزركش فاختطفها من على النعش وفرّ إلى يومنا هذا.
ومن النوادر وفيه أيضا، أنّ واحدا منهم سمع مديرا أمام جنازة وهو يقول: حاشاك