وفيه خرج برد بك صهر السلطان إلى جهة دمشق لمهمّات سلطانية، ولكشف عن أمر جامعه الذي أنشأه بقرب عمارة الأحباس هناك (?).
وفي جماد الآخر عيّن السلطان أيدكي الأشرفي الخاصكي بالتوجّه عنه رسولا عنه (?) إلى ابن (?) قرمان في تقرير الصلح، وخلع عليه بذلك (?).
وفيه في ثالث بشنس (?) لبس السلطان البياض على العادة (?).
وفيه خرج الأمر بالإفراج عن تمربغا الظاهري من سجن الصبيبة، وأن يتوجّه إلى مكة المشرّفة مع الحاج الشامي، فتوجّه إليها وبقي بها إلى ما سنذكره (?).
وفيه كانت كائنة الحريق (?) الأعظم ببولاق، وكان حريقا مهولا، ابتدأ بالقرب من الأستادارية، وامتدّ آخذا إلى قريب البوصة جبّانة بولاق، ولم يسمع بمثل هذا الحريق، وأعيا الأمراء بجموعهم حتى عجزوا عن إخماده وطفيه، وحصل للناس بذلك الإجحاف الشديد، / 121 ب / وافتقر بسببه خلق كثير، وخفي سبب هذا الحريق، وكثر القال والقيل في ذلك. ووقع فيه نوادر غريبة ما وقع بمثلها. ثم تتابع الحريق في هذه السنة بعدّة أماكن بالقاهرة وضواحيها. وأنشد الشعراء في ذلك أشعارا كثيرة، فمن جملة ذلك قول صاحبنا الشهاب المنصوري وأنشدنيه:
لهفي على مصر وسكانها ... فالدمع من عيني طليق