والدرهم من الفضة المغشوشة (?) التي كثر التعامل بها بسبعة عشر درهما فلوسا والفضة الأشرفية الدراهم الجديدة التي تقدّم الأمر بضربها وضربت، وسيتعامل بها بأربعة وعشرين درهما الدرهم. وكانت قد ضربت هذه الفضة على ثلاثة أنحاء منها الدرهم وهو زنة نصفين فضة، ومنها النصف المعروف، ومنها الربع بستة نقرة، وعملت خالصة من الغش جيّدة في السكة والضرب والهندام.
وكان قد وصل سعر الدينار لأربعمائة وستين درهما، ثم نودي في هذا اليوم بنقص الثلث من سائر أنواع المبيعات وفرح الناس بذلك وسرّوا. ثم غيّرت هذه المعاملة أيضا بسائر بلاد المملكة / 120 أ / وضربت الدراهم الجدد بدمشق وحلب، وعملت السكة الحلبية بخط غريب نحو الكوفي في غاية الإتقان.
وقام العلاّمة الواعظ الشمس بن الشمّاع بذلك أحسن قيام بحلب، وانصلح فساد النقود، وحصل للناس الرفق بعد ذلك (?) الشدّة.
وأخذ السلطان في التشديد في أمر الفضة بعد ذلك وفي أمر الزغلية، وقبض على جماعة منهم، وقطعت فيه الكثير من الأيدي، حتى أنه وجد جراب بحانوت إنسان به عدة الزغلية، فأمر السلطان بقطع يد من وجد عنده، فصار يقول: «أنا مظلوم وهذا الجراب إنما هو وداعة (?) عندي لا علم لي بما فيه» فما التفت إليه.
ثم بعد أيام أعاد المناداة على الذهب والفضة بنحو ما قلناه.
ثم بعد يويمات أمر السلطان بتوسيط خمسة أنفار بسبب الفضة المغشوشة، فوقع الرعب، وكان سببا للصلاح في النقد لكن لم تنصلح الأحوال إلاّ بعد مقاساة الشدايد، بل الأهوال (?).
[2434]- وفيه مات الشيخ، الولي، الصالح، سيدي مدين (?).