وذكر عنه أنه لا يعرف عليه كبيرة منذ نشأ، وأنّ الحطّ في العهد عليه فبويع بالخلافة بعد وفاته / 158 / على ما عرفته في سنة خمس وأربعين.
ودام بالخلافة حتى بغته الأجل في يوم الجمعة ثاني محرّم هذا، فجهّز وأحضرت جنازته إلى مصلّى سبيل المؤمني، ونزل السلطان فشهد الصلاة عليه، ثم مشى في جنازته إلى أن وصل معها إلى المشهد النفيسي حيث دفن الخلفاء، وربّما حمل النعش فبادر إليه الأمراء ويأخذونه للحمل عنه، وأسف عليه هو والناس.
وكانت مدّة خلافته عشرة (?) سنين تنقص شيئا.
ومولده سنة خمس وتسعين وسبعمائة.
ولم يعهد بعده بالخلافة لأحد، وإنما اختار السلطان أخاه حمزة فبايعه بالخلافة بعد أن تحرّك لها جماعة من بني العباس، فوقع اختيار السلطان على حمزة هذا.
وكان قانباي الجركسي ممّن قام معه.
أمير المؤمنين حمزة بن محمد بن أبي بكر بن سليمان لما مات الخليفة المستكفي بالله كما تقدّم، من غير أن يعهد لأحد. وتحرّك جماعة من بني العبّاسية وتطاولوا للخلافة، [و] وقع اختيار السلطان على حمزة هذا فبعث بطلبه في يوم الإثنين خامس محرّم، وحضر القضاة الأربع (?) ونوّابهم والمشائخ وأرباب الدولة، وعملت البيعة، وبايع السلطان ثم الناس حمزة هذا، ولقّب بالقائم بأمر الله، وكنّي بأبي الفضل، ثم أفيض عليه شعار الخلافة، وقدّم له المركوب بالسّرج الذهب والكنبوش الزركش، فركبه والأعيان معه، ونزل إلى داره حيث سكن الخلفاء، وكان له يوما مشهودا (?).
[2238]- وفيه مات الشيخ الصالح، الوليّ، المعتقد الأهدل (?)، صدّيق بن