وكان عالما فاضلا، بارعا، كاملا، ماهرا، محدّثا، ناظما، ناثرا، جمع الفضل، غزير العلم، وتعانى الأدب في أول الأمر، ونظم الشعر الحسن الجيّد العالي المرتبة، ثم طلب الحديث فأمعن فيه، وسمع الكثير منه، ورحل إلى الأقطار، وأكثر جدّا من السماع والشيوخ حتى أيقن علم الحديث.

وأخذ عن: الزين العراقي، والسراج البلقيني، والأبناسي، وابن الملقّن، والعزّ بن جماعة، والمجد صاحب «القاموس».

ومهر جدّا إلى أن صار حافظ عصره، وطار صيته في الآفاق، وقصد نشر الحديث، وحلّ مشكلاته، وانتهت إليه الرياسة في فنون الحديث وفي الحفظ، وصنّف، وألّف كتبا كثيرة، منها: شرحه الحافل على «صحيح البخاري» (?). وولي الوظائف السنيّة، ثم القضاء الأكبر غير ما مرة، وباشره مباشرة حسنة مع التّواضع والحلم والعفّة وكثرة البرّ / 130 / والأفضال، وسعة العطاء والنّوال، وشهرته تغني عن مزيد ذكره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015