وكان من مماليك طوغان الحسني الدوادار، واتصل بخدمة جقمق، ولما تسلطن نوّه به، فولاّه (?) نيابة قلعة حلب، ثم دمشق.
وكان ذا شحّ مطاع.
وفيه حنق السلطان على زوجته الخوند مغل البارزية، فأخبر بأنه طلّقها من منذ نحو ثمانية شهور، وانتقلت من القاعة الكبرى إلى قاعة البربرية، ثم إلى منزل أخيها الكمال بن البارزي بالخرّاطين.
وكان السبب في ذلك أنه نسبها إلى سحر سورباي حظيّته، وأنها هي التي قتلتها، وحاشاها من ذلك (?).
وفيه قرّر في قضاء المالكية بدمشق الشيخ أبو عبد الله محمد البيدمري المغربي التونسي، بعد صرف الشهاب التلمساني، ولم يلبث حتى أحضر بعد مدّة قريبة بقيام بعض الشاميّين عليه، وامتحن بالقاهرة بالتوكيل به، وعزل، وولّي عوضه سالم الدنواري المغربيّ (?).
وفيه عقد مجلس بحضور السلطان حضرة القضاة الأربع (?) والبدر العيني، وغيره من مشايخ العلم بسبب بطريك النصارى اليعاقبة.
وكان السلطان قد صرفه وسجنه وأخذ منه شيئا كثيرا، فأمر بأن لا يكاتب ملك الحبشة لا ظاهرا ولا باطنا، ولا يوالي أحدا في بلاد الحبشة إلاّ بإذن من السلطان، وأنه متى خالف ذلك انتقض عهده وحلّ دمه، وسجّل ذلك، وحكم به المالكي، وبعده بقية القضاة، وكتب به خمس نسخ عند السلطان والقضاة الأربع (?).