وفيه قدم الزين عبد الباسط ناظر الجيش كان من دمشق إلى القاهرة، وهرع الناس إليه للسلام عليه، وحضر إلى القلعة لبين يدي السلطان، / 87 / فألبسه كاملية وخلع على أولاده الثلاث (?)، ونزل إلى داره في موكب حافل، وقد زيّنت له القاهرة زينة حافلة عدّت من النوادر. ثم قدّم للسلطان بعد ذلك تقدمة هائلة جدّا، فيها من الخيل خاصة نحوا (?) من مائتي (?) وأربعين فرسا، منها ثمانية منغلة بالنّعال الذهب والفضة، وأشياء كثيرة من الثياب الصوف والبعلبكيّ، وآلات السلاح، وغير ذلك، ومع ذلك فلم يتحرّك له سعد عند السلطان.
ولما ظهر لعبد الباسط المذكور أنه من المبعدين أخذ يظهر أنه لا أرب له في شيء من الدنيا غير أن يصيّف بدمشق ويشتّي بمصر. ثم سأل في عوده إلى دمشق فأجيب إلى ذلك، وعاد بعد ذلك (?).
وفيه قدم الوالد من ملطية إلى القاهرة وصعد إلى بين يدي السلطان، فخلع عليه باستمراره على نيابة ملطية. ثم استعفى الوالد منها فأعفي وقرّر في أتابكية حلب عوضا عن قزطوغان، ونقل قيز (?) طوغان إلى نيابة ملطية (?).
وفيه أعيد ابن (?) السفّاح إلى كتابة سرّ حلب، وصرف ابن (?) الرسّام وسقط في يده وندم.
وكان قد رافع في ابن (?) السفّاح حتى ولي عوضه، وظن أنه يبقى بالوظيفة، وسافر بأهله وعياله.