وكان رئيسا حشما، كريما، سمحا، كثير الترافة، تنقّلت به الأحوال في الوزارة، والخاصّ، والأستادارية، وكتابة السرّ، والحسبة، وكان معدودا من رؤساء مصر هو ومولده، ويعاب بحدّة المزاج وسوء الخلق. وكان شهما، شرها، كثير الجماع.
ومولده سنة ستّ وستين وسبعمائة.
[2019]- وفي ربيع الآخر مات الشمس المرشدي (?)، محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم بن أحمد المكي، الحنفيّ، ولد العلاّمة جمال الدين.
وفيه قدم سودون المحمدي من مكة وهو مجروح من الفتنة الكائنة بين الأخوين الماضي خبرها (?).
وفيه بيّت طائفة من مماليك تغري بردي المؤذي الدوادار الكبير، وأرادوا قتله، فاحتاط على نفسه منهم ليلته وهو في حصار منهم.
فلما أصبح بلغ السلطان، فعيّن عدّة من روس (?) النوب وبعثهم إلى دار المؤذي فقبض على جماعة منهم وضربوا وأمر بهم إلى المقشّرة فسجنوا بها (?).
وفيه قبض على الزين عبد الرحمن بن الكويز الأستادار، وقرّر عوضه في الأستادارية الزين يحيى قريب ابن أبي الفرج المعروف بالأشقر، وابن (?) كاتب حلوان. وهذا أول وظائفه الكثيرة، ثم آل أمره إلى ما عرفته بعد ذلك. ثم صودر ابن (?) الكويز على مال وأخرج إلى القدس بطّالا (?).