وفيه مات جماعات كثيرة يعسر عدّتهم.

[ذوة الحجّة]

[ارتفاع الطاعون]

[وفي] ذي حجّة ارتفع الطاعون بعد أن جرف جرفا وزحف بجيش الآجال رجفا. / 26 أ / وكان وباء عظيما قلّ أن رؤي مثله في هذه الأزمان القريبة عمّ البلاد جميعها، بل العالم كلّه في سائر الأقاليم. وله حكايات مشهورة، وقضايا مذكورة. وعرف بالوباء العامّ، ولم يدخل ثغر أسوان ولا بغرناطة من بلاد الأندلس ولا بغزّة وحماه، وما علم سلم من شرّه غير هذه البلاد فقط. ويعجب من ذلك. وكان من غرائب النوادر من كونه عمّ جميع أقاليم الأرض إلاّ هذه.

وكان الناس يحرثون فيه (. . . . . .) (?) وطرقات القاهرة وشوارعها وأسواقها بالموتى، حتى أقفرت منه المنازل.

(المعمار)

وقال فيه الشعراء الأشعار، ومن جملة ذلك ما قاله المعمار (?)، من جملة ما قال:

يا من تمنّى الموت قم واغتنم (?) ... هذا أوان الموت ما فاتا

قد رخص الموت على أهله ... ومات من لا عمره ماتا

وله:

قبّح الطاعون داء ... فقدت فيه الأحبّة

بيعت الأنفس فيه ... كل إنسان (?) بحبّه (?)

(المعمار) (?)

[108]- واتفق موته في هذا الطاعون. وكان عامّيّا، ذكيّ الطبع، قويّ القريحة، وله أشعار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015