السلطان المنصور أبو فارس عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن أبي بكر الهنتاتي (?)، الموحّدي، الحفصيّ، البربريّ، البواشي (?)، المالكي.
وكان ملكا جليلا، أصيلا، نبيلا، جوادا، حازما، شهما، شجاعا، مقداما، عارفا، فاضلا، خيّرا، ديّنا، بل صالحا سيوسا، عادلا، حسن السيرة والطريقة، كثير الإحسان إلى رعاياه، مواظبا على الخيرات وتداول العبادات والطاعات، كثير التهجّد والصيام والتعبّد والقيام، محسن إلى رعاياه.
ولي مملكة إفريقية نحوا من اثنين وأربعين سنة، وخطب له بتلمسان و (. . . .) (?).
وكان سنّة زيادة عن ست وسبعين سنة.
وقام من بعده بالأمر حفيده المستعين بالله محمد بن محمد بن أبي فارس، ولم تطل أيامه حتى ولي الملك المتوكّل على الله عثمان، كما سيأتي ذلك.
وفيه، ووافق أول يوم من مسرى، كان النيل على ثلاث عشرة ذراعا واثنين وعشرين إصبعا، ونودي به كذلك، وهذا مما يستكثر في مثل هذا اليوم من زيادة النيل، ثم في سابع مسرى، وكان رابع عشرين هذا الشهر كان الوفاء بعد أن زاد النيل عشرة أصابع فيه، فكان في ذلك ثلاث نوادر، أحدها زيادة العشرة في يوم الوفاء، والثانية وفاء النيل في سنة واحدة مرتين. والثالثة الوفاء في سابع مسرى وأكبرها قدرة، بل لعلّ ما وقع لها نظير كونه أوفى مرتين في سنة واحدة.
وفيه بعد الوفاء بيوم زاد النيل ثمانية أصابع، ثم في الذي يليه زاد خمسة عشر إصبعا فكانت هذه أيضا من النوادر (?).