وفيه حوّلت السنة الخراجية (?).
* * *
وفيها - أعني هذه السنة - أخذ الفرنجيّ صاحب برشلونة ملك الكيتلان جزيرة جربة، وكان حضر ومعه صاحب صقلّية. وكان السلطان أبا (?) فارس عبد العزيز غائبا في جهة تلمسان، فلما بلغه الخبر اهتمّ لذلك وعاد مسرعا من على جهة البيرنة حتى وصل إلى جربة، ووقع بينه وبين الكافر وقعة هائلة كاد أن يؤخذ منها هو والمسلمون، وقتل فيها جماعات وافرة (?).
وفيه سار أحد ملوك التكرور الذي (?) كانوا قدموا برسم الحجّ إلى جهة الطور / 647 / ليركب إلى الحجّ في البحر، فمات بالطور ودفن بجامعه (?).
وكان من أهل الصلاح والدين والخير، كثير العبادة، وتلاوة القرآن، وله فضل وبرّ.
[1755]- وفيها مات أبو عبد الله، محمد بن أبي فارس عبد العزيز الحفصيّ (?)، ولد صاحب تونس.
وكان وليّ عهد أبيه، وكان موصوفا بالشهامة ومكارم الأخلاق وعلوّ الهمّة، لا يعرف له صبوة سوى غرامه بالصيد. وهو صاحب الزاوية بمنشيّة طرابلس المغرب، وقد رأيتها من أظرف المباني هناك، وبها مات من الإسراف في الجماع حتى حدث له ورم في ركبته، وكان في شبابه.