وتلاحق بهم مراكب المسلمين، فولّى الفرنج الإدبار، واستشهد من المسلمين عدّة عشرة أنفار، واجتمع (?) مراكب المسلمين بالإسكندرية، ثم أقلعوا سايرين إلى جهة قبرس فوصلوا إلى اللمسون في أخريات رمضان. فبلغهم أنّ صاحب قبرس قد استعدّ لهم في خمسة آلاف فارس وسبعة آلاف راجل. / 589 / ثم استولوا على اللمسون، وأخذوا قرية بقربه بالأمان، وحملت لهم منها الضيافات. ثم عيّنوا قاصدا إلى صاحب قبرس وراسلوه بأن يدخل تحت الطاعة ليؤمّنوه على نفسه وبلاده وجنده وأولاده، وإلاّ ساروا إليه وفعلوا به وببلاده ما يفعل بالأعداء فلما وصل إليه القاصد أخذته حميّة الجاهلية، فأمر بقتله، فقتل شهيدا، وأحرق بالنار. فلما بلغهم الخبر (?) تهيّوا (?) له (?). وكان ما سنذكره.
[1614]- وفيه مات ابن (?) كاتب السمسرة (?)، محمد بن عبد الله بن محمد العمري، عن نحو سبعين سنة.
وكان فاضلا، ماهرا في صناعة الإنشاء. باشر توقيع الدّست ونيابة كتابة السرّ.
وفيه كانت القاعدة في النيل أربع أذرع وسبعة أصابع، وهي من أقلّ القواعد (?).
[رمضان]
[1615]- وفي رمضان مات الأمير الكبير الأتابك قجق الشعباني (?).
وكان غير مشكور.