[1609]- وفيه مات العلاّمة السراج، قارىء «الهداية» (?) عمر بن علي بن فارس الطواقي، الحنفيّ.
وكان قد / 586 / انتهت إليه رياسة مذهبه بمصر لعلمه ودينه وخيره، وكان بارعا في الفقه والأصول والعربية، مشاركا في الفنون، معتصرا في أموره، جميل السيرة، حسن الطريقة. وكان من تلامذة العلاء السيرامي، وهو الذي نعته بقاري الهداية، فإنه كان عند العلاء سراجين (?)، فمن هذا عيّن ذلك بهذا اللقب، وكان له يد في النظم والنثر، متورّعا عن الكتابة على الفتوى إلاّ في النادر.
وأناف على الثمانين.
وفيه قرّر في مشيخة الشيخونية الزين التفهني وطلبها بنفسه، وهو قاضي القضاة، فأجابه السلطان إلى ذلك، ولما صعد القلعة وخلع عليه بها ظن أنها أضيفت إلى القضاء فما هو إلاّ [أن] (?) خرج من بين أيادي السلطان طلب السلطان البدر العيني وخلع عليه بوظيفة القضاء عوضا عن التفهني، فسقط في يد التفهني وندم (?).
وفيه كانت كائنة الحارة الجودرية (?)، وهي أنه بلغ السلطان ممّن وشى إليه بأنّ جانبك الصوفي مختف بها، فأركب جماعة من الجلبان من مماليكه متقلّدين السيوف حتى طرقوا الحارة المذكورة وأحاطوا بها من جميع جهاتها، وفتّشوا جميع دورها، وحصل على الناس السكان بها من الضرر مالا عنه مزيد. ولم يعثروا بجانبك ولا وجدوه، وقبض على إنسان يقال له فخر الدين بن المزوّق، وكان بينه وبين جانبك صهارة، فضرب