وفيه في يوم الجمعة حادي عشرينه، كان الحضور بالمؤيّدية، وإجلاس الشمس ابن (?) الديري على سجّادة مشيختها وتدريس الحنفية. وتقرّر الناصر بن البارزي في خطابتها، وكان يوما مشهودا. وأنزل السلطان مع أمرائه إلى الجامع المذكور قبل الصلاة، وقد هيّئت الأسمطة، ومليت فسقيّة الجامع بالسّكّر المذاب، حضر قضاة القضاة والعلماء ومشايخ البلد فأكلوه، ثم خلع على ابن (?) الديري، وفرش ولد السلطان سجّادته بيده، وجلس بالمحراب والسلطان وولده عن يمينه، والقضاة عن يساره، وأمراء الدولة. وألقى ابن (?) الديري درسا حافلا دام إلى قريب الصلاة، ثم انفضّوا. فلما قرب (?) الصلاة حضروا، ولما حان الوقت صعد ابن (?) البارزي المنبر، وخطب خطبة بليغة من إنشايه. ثم لما صلّى وفرغ خلع عليه، وقرّر في الخطابة وفي خزانة الكتب بها، وهي خزانة جليلة بها كتب عظيمة جدّا. وقرّر السلطان الصوفية في هذا اليوم بعد عرضهم، وجعل عند كل تدريس منهم جماعة، وجعل المشايخ بهذا الجامع سبعة، المذاهب الأربعة، والحديث، والطحاوي (?)، والتفسير.
ثم ركب السلطان وعدّى إلى الجيزة وعاد في يوم الأحد لقلعته (?).
وفيه وصل الخبر من مكة باشتداد الغلاء بها وعدم الأقوات، وأنه أكلت فيها القطاط والكلاب حتى فقدت من مكة، فأكل بعض الناس الآدميّين، وكثر الخوف منهم حتى صار الكثير من الناس لا يمرّون إلى ظاهر مكة خشية أن يؤكلوا (?).
[1470]- وفيه قتل بالقاهرة محمد بن بشارة (?) شيخ جبل صفد، وكان قد كثر فساده هناك، فقبض عليه بحيلة بدمشق، ثم أحضر القاهرة.