في محرّم فرّق السلطان على يد الطواشي فارس مبلغا وافيا من الفضّة في الجوامع والمدارس والخوانق، ثم فرّق على المشايخ أيضا، وزيدوا مع المال القمح، ثم فرّق في أهل المسألة من الفقراء، وكان جملة ما فرّق أربعة آلاف دينار، عمّ بها النفع لكثير من الناس (?).
وفيه أعيد البدر العيني في الحسبة.
وكانت الأسعار مرتفعة جدّا في الغلال، فوصل إلى ساحل مصر من الصعيد عدّة مراكب، منها نحوا (?) من ألفي إردبّ توسّع الناس بها، لكن كان في معها (?) ازدحام عظيم غرقت فيه امرأة، وصلب الأزعري أربعة رجال طول نهارهم لأجل ذلك. وكانت كاينة غريبة، وميت (?) فيها جماعة من الضرب، وكسرت لوح كتف إنسان. وعدم الخبز من الأسواق والأفران (?).
وفيه صعد رسول الملك الناصر أحمد صاحب اليمن، واسمه زين الدين مفلح، إلى القلعة لبين يدي السلطان، وقد أقيم له موكب بالقصر، وقدّم هدية جليلة من مرسله ومكاتبة. وكانت الهدية على رأس مايتي حمّال (?).