[1282]- وفيه يوم دخول الناصر مكسورا إلى دمشق مات نايبها تغري بردي اليشبغاوي (?) فأراحه الله تعالى من الأنكاد.
وكان تغري بردي هذا من أعيان الأمراء الأكابر، وله آثار بحلب وغيرها. وهو والد صاحبنا الجمال يوسف المؤرّخ، وكان سنّه إذ ذاك نحوا من سنتين (رحمه الله تعالى) (?).
وفيه قرّر الناصر في نيابة الشام الأتابك دمرداش المحمّدي وما تمّ أمره، ووصل (?) عساكر شيخ ونوروز، ولا زالوا بالناصر يقاتلونه ويحاصرون دمشق حتى خلعه الخليفة من الملك، ونودي بذلك خارج دمشق، فتقاعد الناس عن الناصر، وأخذت دمشق. ثم امتنع الناصر بالقلعة، وآل أمره أن نزل إلى شيخ ماشيا فقبض عليه، وسجن. ثم بويع الخليفة المستعين بالله أبو الفضل العباس بالسلطنة مضافة إلى الخلافة بعد ما امتنع، فألحّوا عليه، لا سيما كاتب السرّ فتح الله، فإنه كان تخوّف من عود الناصر، فأخذ في إزالة دولته بالكلّية.
ثم قتل الناصر في صفر كما سيأتي.
ولما تسلطن الخليفة أفيض عليه شعار الملك، ورفع على كرسيّ، وقام الأمراء كلّهم بين يديه والعساكر ومن حضر من القضاة والعلماء وأرباب الدولة وحلفوا له على الطاعة والمناصحة، ثم أخذوا في حصار دمشق. وجرت أمور تطول (?).
وفيه قرّر بكتمر جلق في نيابة الشام، وقرقماس في نيابة حلب، وسودون الجلب في نيابة طرابلس، وشيخ ونوروز في تدبير المملكة، ونظامة الملك للخليفة. ونودي بسلطنة الخليفة، وخلع الناصر، ومن حضر يكون آمنا (?).