وكان من كبار العلماء، عارفا بالعلوم العقلية الفلسفية، إماما في الهيئة، بل والفنون كلّها، كاشفا للمشكلات، عارفا بالكشّاف، وشهرته تغني عن مزيد ذكره، ودفن بقبّة الجامع الشيخونيّ.
[1164]- وفي ذي حجّة وقع الاهتمام لسفر السلطان إلى قتال جكم، وعلّق جاليش السفر، وبينما هم في أثناء ذلك إذ ورد الخبر بقتل جكم (?).
وكان من خبر ذلك ملخّصا أنه لما ملك حلب فكّر في توجّهه لمصر، فحسن بباله أن ينظّف التركمان أولا، وسار لأخذ بلادهم، فملك ألبيرة، ثم قصد جهة آمد، فأتاه رسل قرايلك بطلب الصلح، وأنه يحمل إليه ما أحبّه من الأموال، فأبى ذلك لفراغ أجله. ولما وصل إلى قرب ماردين نزل إليه صاحبها الظاهر مجد الدين عيسى الأرتقي وحاجبه فيّاض، وسارا في خدمته حتى واقع عساكر قرايلك وقاتلهم قتالا شديدا، وتعيّنت له النصرة.
[1165]- وقتل إبراهيم بن قرايلك (?) بيده، فانهزم / 408 / التركمان إلى آمد والتجأوا إليها، فاقتحم جكم مع طائفة منه حتى توسّط بساتين آمد. وكانت قد وحلت أراضيها بإرسال المياه عليها تحصّنا بذلك، فظهر (?) ومن معه الرجم من كل جهة، وقد انحصر في مضيق لا يمكن له فيه الفرّ والكرّ. وضرب تركمان منهم عليه بمقلاع، فرماه بحجر أصاب جبهته، فتجلّد له قليلا، ومسح الدم عن وجهه ولحيته، ثم اختلط وسقط عن فرسه، فقتله التركمان، وانهزم عسكره والتركمان في إثرهم تقتل وتأسر (?).
[1166]- وقتل في هذه الكائنة الأمجد عيسى (?) صاحب ماردين.