ست وتسعمائة فحفظ القرآن والشاطبية وأصلي ابن الحاجب ومختصر خليل وأصلي ابن السبكي وألفية ابن مالك والرحبية وعرضها على الأعيان كجلال بن قاسم وغيره من الأعلام، وكذا وجده لأمه البدر القرافي المالكي ابن الشمس القرافي سبط العارف باللَّه ابن أبي جمرة، واشتغل بالعلم فأخذ الحديث عن الحافظ المشهدي والفقه عن اللقانيين الشمس والنصر ولازم استغال العلم.
وتولى القضاء سنة ست وأربعين فاجتمعوا على براعته ودقة نظره وجودة فكره وصحة تحرير المسائل والوثائق، اعتمده الناس لصدقه، أقرأ مختصر خليل قراءة جيدة مع أبحاث لطيفة، غاية في سرعة الإدراك مع حسن باطنه، سخي النفس كثير العطاء للفقراء يردون عليه مع كثرتهم فيرضيهم مع اطراح نفس إلى الغاية بحيث يضرب به المثل واعتقاد جميل في محبة العلماء والصالحين، توفي يوم الجمعة سادس عشر صفر سنة ست وأربعين، رحمه اللَّه تعالى -اهـ- ملخصًا.
له تآليف في الفقه والمناسك والحساب والعروض وغيرها، ولقيه جماعة من أصحابنا بمكة، وأجازني مكاتبة ثم عمم وكتب إليَّ بخطه، وتوفي بعد ثلاث وتسعن وتسعمائة، رحمه اللَّه تعالى.
قال التادلي: كان حافظًا للمسائل ورعًا صالحًا متواضعًا مجاب الدعوة، جاء