بكسر اللام، كما ضبطه ابن فرحون، والمحفوظ الفتح، اشتغل بالفقه على أئمة عصره كالجمال الأقفهسي والبساطي ومن هو أقدم منهما، وناب في القضاء قديمًا وتصدر لذلك وراج أمره فيه لمعرفة الأحكام واستحضاره لفروع مذهبه، وكان مقدامًا بحيث يندب لأمور ذوي الوجاهات، واستقر في تدريس الفقه بالأشرقية على الزين عبادة وذكر للقضاء الأكبر. ولد، تقريبًا، سنة تسعين وسبعمائة وتوفي في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وثمانمائة، صح من السخاوي.
عرف بابن سارة، تفقه بعالم بلده القاسم بن إبراهيم وأخيه محمد، وقدم تونس في رجب سنة إحدى وعشرين وثمانمائة ثم قدم مكة في موسمها، وكان كثير التلاوة صلبًا في دينه لا يعرف الهزل فضلًا عن الكذب. ووصفه ابن عرفة بشيخنا وفقيهنا، توفي في صفر سنة ستين وثمانمائة.
قال ابن سلامة البسكري: شيخنا الإمام العلامة الحافظ المحقق، أخذ عن الإمام إمام المغرب محمد بن مرزوق وحدثني عنه أنه أراد ركوب البحر من تونس في مركب فأخذ الفال في المصحف فوقع له {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ} فترك الركوب في ذلك الوقت فغرق ذلك المركب، ثم إنه أتي مركب آخر فأراد الركوب فأخذ المصحف ونظر فوقع له قوله: {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا} الآية، فركب، رحمه اللَّه، ولقي السلامة. قال البسكري: في هذا دليل جواز أخذ الفال من المصحف مع أنه مكروه فهو كرامة في حق الشيخ، رحمه اللَّه تعالى- اهـ.