عمد الأعمال الصالحة والعلم الذي أنارت مفاخره ومآثره في أقطار الآفاق وآفاق الأقطار وطارت نزاهته وعدالته كل مطار وسمرت أمثال علمه كباسمات الأزهار واستدار فلك مجده على قطبي العلم والدين واستدار قمر هديه أشرق من صبح مبين فسعى في العلم راسخ القواعد مشار إليه من كل غائب وشاهد، مشاورًا في النوازل مستفتى في المشكلات تصطفيه الرتب العلية وتنافس الخطط الشرعية فطورًا مقدمًا في أندية الوزراء الأعيان وتارة صدرًا في قضاة العدل والإحسان، فاعترف بإرشاده الخاص والعام خلاله عن طريق المجد حاسده، ومن يساجل صوب العارض الهطل علم وحلم ورأي محصل وذري، سبحان جامع هذا الفضل في رجل، سمعت عليه أكثر تآليف عمه العالم الكبير قاضي القضاة ناصر الدين ابن المنير كأرجوزته الكبرى التي فسر بها القرآن العظيم وتراجم البخاري له، وجزئه في أحكام السماع وشروطه وغيرها -اهـ- ملخصًا.
التلمساني بادرة الاعطار، قال العلامة الابلي: ما قرأ عليّ أحد حتى قلت له: لم يبق عندي ما أقول لك غير ابن النجار، قال المقري: ذكرت يومًا ما حكاه ابن رشد في الخمر أنها إذا تخللت بنفسها طهرت، واعترضته بما في الإكمال عن ابن وضاح لا تطهر فقال لي: لا تغتر بقول ابن وضاح فإنه يلزم عليه تحريم الخل لأن العنب لا يصير خلًا حتى يكون خمرًا، وذكرت يومًا قول ابن الحاجب فيما يحرم من النساء بالقرابة وهي أصوله وفصوله وفصول أول أصوله وأول فصل من كل أصل وإن علا فقال: إن تركب لفظية النسبية العرفية من الطرفين حلت وإلا حرمت فتأملته فوجدته كما قال لأن أقسام هذا الضابط أربعة التركيب من الطرفين كابن العم وابنة العم مقابله كالأب والبنت