الشيخ الفقيه، الحافظ اللافظ، المحدّث المتقن، اللغوي، التاريخي. قرأ بالأندلس، ولقي بها أفاضل، وله مكارم. ثم ارتحل عنها بعد الأربعين وستمائة إلى بجاية فاستوطنها، معظّمًا عند أهلها ومكرّمًا عند الملك، روى عنه بها كثير. تقرأ عليه كتب الفقه والحديث واللغة والأدب، مجيدًا محصلًا لهذه الفنون، قيّد عنه أصحابه كثيرًا وذكر لي أن له تقييدًا على التلقين، حسن الحجج، وكان رأس الجماعة بالأندلسية، فتوفي ببجاية يوم الأحد ثامن عشر شوال سنة خمس وخمسين وستمائة. مولده في آخر جمادى سنة تسع وستين وخمسمائة. صح من عنوان الدراية.
الفقيه المفتي، كان عالمًا بالأصول والكلام، وله معرفة باللسان وتصرف في جميع العلوم العقلية والنقلية، محدث حافظ ألف تفسيرًا انتهى فيه إلى سورة الفتح ومات، وأنوار الأفهام في شرح الأحكام إلى الأقضية، ومقالة في الوباء وأخرى فيما يجوز للفقراء المضطرين في أموال الأغنياء، وعقيدة. أخذ الحديث عن أبي ذر بن أبي ركب وعبد العزيز بن زيدان، وروى بقرطبة واشبيلية وروى عنه ابناه أبو جعفر وأبو القاسم ومحمد بن عبد الرحمن بن راشد العمراني والحافظ ابن عبد الملك صاحب التكملة. توفي في رابع عشر ربيع الأول سنة خمس وخمسين وستمائة عن اثنين وثلاثين، وصحبه طير من داره إلى قبره،
كان من صلحاء العلماء سمع بسبتة الموطأ على أبي محمد بن عبد اللَّه