الفقيه الحافظ، أخذ عن الإمام الحافظ موسى العبدوسي، وهو المقيد عنه التقييد البديع على المدونة في عشر مجلدات وقفت على بعضها، وعليه أعتمد في قراءتها، قال الشيخ ابن غازي وغيره: أخذ عنه الإمام القوري. توفي سنة ثلاثين وثمانمائة.
فقيه نبيه ذكي الفهم حاد الذهن وقاد الخاطر مشتغل بالعلم، في لسانه حدة، له تعاليق من أحسنها تعليقه على قول خليل: وخصصت نية الحالف حسن مفيد جدًا، اختصرته مع كلام غيره في جزء سميته تنبيه الواقف على تحرير وخصصت نية الحالف، وألّف جزء في وجوب الجمعة بقرية "انصمن" خالف غيره من شيوخ بلده وأرسلوه لعلماء مصر فصوبوه، والجواب المجدود عن أسئلة القاضي محمد بن محمود، وأجوبة الفقير عن أسئلة الأمير أجاب فيها السلطان أسكن الحاج محمد وغيرها، أخذ عن الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي وعن الإمام السيوطي لما حج وغيرهما، ووقع له منازعة مع الحافظ مخلوف البلبالي في مسائل، كان حيًا قريبًا من الخمسين وتسعمائة.
كان -رحمه اللَّه- مسددًا في أحكامه صلبًا في الحق ثبتًا فيه لا تأخذه في اللَّه لومة لائم، قوي القلب مقدامًا في الأمور العظام التي يتوقف فيها غيره، جسورًا على السلطان فمن دونه، وقع له معهم وقائع، وكانوا يخضعون له