والعامة، مع زهده وانقباضه وتصاونه، لين الجانب والتواضع وبذاذة الهيئة من بيت علم وفقه وخير قال: وأحفظ من رأيته أبو محمد الغلني وأبو الوليد بن خيرة القرطبي وأبو الوليد بن الدباغ الرندي وأبو محمد هذا، وأزهد من رأيته أربعة أبو محمد طارق بن يعيش وأبو الحسن بن هذيل وأبو بكر بن رزق وأبو محمد عليم.
ولد بشاطبة في آخر سبع وخمسمائة، وتوفي ببلنسية خامس عشرين من ذي القعدة سنة أربع وستين وخمسمائة، وقيل سنة خمس وستين، وقد قارب الستين.
قال ابن الأبار: أخذ القراءات عن أبي الحسن بن البيان (?) وابن فرج المكناسي، وأكثر من السماع على الصدفي، ثم مال إلى علم الرأي وحفظ المسائل ودرس الفقه ولازم أبا محمد بن أبي جعفر وتفقه به وتميز بالشفوف فكان الفقه أغلب عليه من علم الحديث، ولي قضاء شاطبة وخطابة جامعها ثم الشورى، ودارت الفتيا عليه وعلى أبي محمد عاشر، وكان نسيجًا وحده في الفقه ومعرفة وجوه الفتاوى والبصر بالأحكام والشروط، وله فيها مجموع صغير كبير الفائدة، مع مشاركة في الأدب واللغة والنحو وقرض الشعر والاتصاف بالبلاغة والبيان والخطب وحفظ الأخبار، درس الفقه وأسمع الحديث، حدّث أبو إسحاق بن جماعة في ديوانه، وروى عنه أبو بكر بن مفوز وأبو محمد بن سفيان، وكان جده لأمه. توفي بشاطبة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة ليلة الجمعة أواخر جمادى الأخيرة.
يعرف بابن المؤذن أبو بكر، قال ابن الأبار: سمع من أبوي الحسن بن