يكفيك رب لم تزل في فضله ... متقلبا في السر والإعلان
يدعوه أهل الأرض مع أهل السما ... ء فكل يوم ربنا في شان
وهو الكفيل بكل ما يدعونه ... لا يعتري جدواه من نقصان
فتوسط الشفعاء والشركاء والظـ ... ـهراء أمر بيّن البطلان
ما فيه إلا محض تشبيه لهم ... بالله وهو فأقبح البهتان
مع قصدهم تعظيمه سبحانه ... ما عطلوا الأوصاف للرحمان
لكن أخو التعطيل ليس لديه ... إلا النفي أين النفي من إيمان
والقلب ليس يقرّ إلا بالتعبـ ... ـد فهو يدعوه إلى الأكوان
فترى المعطل دائما في حيرة ... متنقلا في هذه الأعيان
يدعو إلها ثم يدعو غيره ... ذا شأنه أبدا مدى الأزمان
ونرى الموحد دائما متنقلا ... بمنازل الطاعات والإحسان
ما زال ينزل في الوفاء منازلا ... وهي الطريق له إلى الرحمان
لكنما معبوده هو واحد ... ما عنده ربان معبودان