ولأي شيء كان يذكر ضد ذا ... في كل مجتمع وكل زمان
أتراه أصبح عاجزا عن قوله ... استولى وينزل أمره وفلان
ويقول أين الله يعني من بلف ... ظ الأين هل هذا من التبيان
والله ما قاله الأئمة غير ما ... قد قاله من غير ما كتمان
لكن لأن عقول أهل زمانهم ... ضاقت بحمل دقائق الإيمان
وغدت بصائرهم كخفاش أتى ... ضوء النهار فكف عن طيران
حتى إذا ما الليل جاء ظلامه ... أبصرته يسعى بكل مكان
وكذا عقولكم لو استشعرتم ... يا قوم كالحشرات والفيران
أنست بإيحاش الظلام وما لها ... بمطالع الأنوار قط يدان
لو كان حقا ما يقول معطل ... لعلوه وصفاته الرحمن
لزمتكم شنع ثلاث فارتؤا ... أو خلة منهن أو ثنتان
تقديمهم في العلم أو في نصحهم ... أو في البيان أذاك ذو إمكان
إن كان ما قلتم حقا فقد ... ضل الورى بالوحي والقرآن
إذ فيهما ضد الذي قلتم وما ... ضدان في المعقول يجتمعان
بل كان أولى أن يعطل منهما ... ويحال في علم وفي عرفان
إما على جهم وجعد أو على ... النظام أو ذي المذهب اليوناني
وكذاك أتباع لهم فقع الفلا ... صم وبكم تابعوا العميان
وكذاك أفراخ القرامطة الألى ... قد جاهروا بعداوة الرحمن