من الشمس؟ ولو نحن وصلنا إلى الشمس فأين الشمس من أحد هذه الكواكب (أي النجوم)؟ فهل يمكن أن نصل إلى واحد منها؟ إننا لو اخترعنا مركبة تسير بسرعة الضوء، أي أنها تقطع ثلاثمئة ألف كيل في الثانية، لوصلنا إلى بعضها بعد مليارات من السنين. فكيف نصل إلى السماء؟
وفي مقابلة هذا العالَم الذي لا يتصور العقل البشري مدى اتساعه عالَم آخر لا يتصور العقل دقته؛ هو عالَم الذرة. إن في الذرّة التي لا يمكن أن تراها العين ولا بالمجهر الإلكتروني فضاء مصغراً عن هذا الفضاء، تسبح فيه أجسام صغيرة، كهارب (إلكترونات)، تدور من حول النواة كما تدور السيارات من حول الشمس.
فتصوروا الفرق بين سعة عالَم السماء وضيق عالَم الذرة، هذه الدقة التي لا يتصورها العقل مقابل ذلك الكبر الذي لا يتخيله العقل! وما الإنسان بينهما؟ إنه إذا قاس نفسه بعالم الذرة فأخذته العزة لكبره فليقسها بعالم الكواكب، بالسماء، ليستشعر الهوان من صغره وضآلته. ولكنّ طبيعة البشر من الغرور: {قُتِلَ الإنْسَانُ ما أكْفَرَه}!
* * *
وهذا كله المخلوق، فما بالكم بالخالق؟ هل تظنون أننا إذا وصلنا إلى القمر أو إلى المريخ نكون قد شاركنا الله في ملكه؟
إن مَثَلَ الذين فتنهم عن دينهم أن البشر طيّروا صاروخاً إلى القمر مَثَلُ جماعة من النمل خرجت من وكرها في يوم عاصف،