نور وهدايه (صفحة 54)

الحد الأدنى (وهو صاع من تمر أو صاع من بُرّ) بل أعطِ بمقدار طاقتك. فلو أوجبت الحكومة عليك أن تشتري من أسهم الشركة الرابحة سهماً واحداً على الأقل ثمنه مئة ريال، وكنت تملك مليوناً، هل تكتفي بهذا السهم الواحد أم تشتري آلاف الأسهم أملاً بربحها؟

فلماذا لا يُخرج كلّ واحد منا صدقةَ الفطر عن نفسه وعمّن يجب عليه إخراجها عنه واردَ يوم واحد من أيام الشهر؟ السنة ثلاثمئة وخمسة وستون يوماً، فهل يصعب عليك أن تتصدق كل سنة في عيد الفطر بمورد يوم واحد منها؟ قد يكون مورد اليوم عشرةَ ريالات عند ناس وقد يكون عشرة آلاف عند آخرين، فليُعطِ كلٌّ بمقدار ما أعطاه الله يَزِد عليه اللهُ نعمَه ويضاعِفْ له عطاءه.

وأنا لا أقول إن هذا المقدار واجبٌ شرعاً ولا أوجب ما لم يوجبه الشرع، بل أرغّب فيه لأن الشرع رغّب في الصدقة، والصدقة في كل الأزمان، ولا سيما في ختام رمضان.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015