وإن أساؤوا أسأنا، إن تعامل الناس بالربا تعاملنا بالربا مثل الناس، وإن كشف الناس العورات كشف نساؤنا العورات مثل الناس، وإن ترك الناس حكم الله وأخذوا قوانين البشر فحكموا بها في محاكمهم عملنا مثل ما يعمل الناس.
لا، ولكن اتبعوا الحق.
كثير من المسلمين قد انحرفوا اليوم عن طريق الشرع، وتعارفوا ما ينكره الدين، ورجع بعضهم في بعض بلاد الإسلام إلى أخلاق الجاهلية الأولى، بل إلى ما هو شر منها، لأن الجاهلية الأولى كان فيها الشرك، وهو رأس الذنوب وأكبر الخطايا، ولكن كان فيها الصدق والشهامة والغيرة على الأعراض. هل قرأتم أو سمعتم بحفلة يختلط فيها النساء متكشفات بالرجال الأجانب، فيراقص فيها أبو لهب زوجةَ أبي جهل؟ هل سمعتم عن نساء الجاهليين من كانت تُبدي للرجال عورتها أو تنزل البحر لتسبح أمامهم وما في جسمها مستور إلا السوأتان والثديان؟ أوَليس فيمن يدّعي اليوم أنه من المسلمين (الذين سمّاهم الأمير شكيب أرسلان بالمسلمين الجغرافيين) من يصنع هذا؟
أنا لا أذمّ أحداً بعينه ولا أتكلم عن أحد، وهذه حال المسلمين ظاهرة تعرفونها بأنفسكم ولا تحتاجون لمن يصفها لكم.
* * *
يا إخوان، الذي أريد أن أقوله لكم هو أن تتبعوا حكم الشرع ولو خالف ما عليه الناس، ولا تتبعوا الناس إذا خالفوا الشرع، فإن الناس لا يغنون عنكم من الله شيئاً والله يعصمكم من الناس.