اتباع الإسلام، ونحن لا نستطيع أن نحمل على اتّباعه أبناءنا في بيوتنا ولا بناتنا.
ومئة ألف منبر، ولكن المنبر الواحد الذي نُصب لك في المدينة، والذي كان درجات من الخشب لا قبّةَ فوقه ولا بابَ له ولا زخارفَ ولا نقوش، كان أعلى صوتاً وأكبر عملاً، لأنك دعوت منه بصدق وإخلاص فاستجابت لك الدنيا، ونحن ندعو من هذه المنابر المزخرفة المنقوشة التي تذاع خطبُها في الأرض كلها فلا يلبي أحد، لأننا قلنا من ألسنتنا فقط فسمع الناس بآذانهم فقط.
وملايين من القراء، ولكن النفر القلائل من صحابتك الذين كانوا يحفظون الآيات القلائل كانوا أقرأ منهم، لأنهم فهموها وتذوقوها واستنبطوا الأحكام منها وعملوا بها، ونحن نغني بالقرآن كما نغني بالأشعار، كل همنا النغم والإيقاع.
لقد جئت بعقيدة التوحيد وبُعثت بـ «لا إله إلا الله»، ليعلم المسلم أنه لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع إلا الله فلا يخاف في الحق أحداً، ونهيت أن ندعو بدعوة الجاهلية ليكون المؤمنون كلهم إخوة، تجمعهم القبلة إن فرقتهم البلدان ويوحّدهم القرآن إن اختلفت الألسن والألوان، فاعتقد المسلمون بعدك عقائد شتى وصاروا دولاً وأمماً وأقواماً. انقسمنا وتنازعنا الإمارة والتجارة، وفرقتنا السياسة والرياسة والآراء والمذاهب والنزعات والقوميات.
علمتَنا الصدق. سألوك: هل يسرق المؤمن؟ قلت: لعله،