نشرت سنة 1961
ورد عليّ في هذا الأسبوع أغرب سؤال يمكن أن يَرِدَ من عاقل. يقول صاحب السؤال إن له صديقاً نشأ في بيت مؤمن وكان مقيماً للصلاة صائماً رمضان، ثم غدا شيوعياً فكفر وجحد حتى صار يقول إنه ليس لهذا الكون إله. وهو يسأل: ما هو الدليل على وجود الله؟ يريد أن يتعلم مني دليلاً يردّ به صاحبه عن كفره.
الدليل على وجود الله هو أنت وصديقك الذي يكفر بالله، قل له: الدليل في نفسك، والدليل من حولك، والدليل في كل ما ترى أو تسمع.
اذهب إلى أستاذ الفسيولوجيا في كلية الطب فاسأله عن تركيب جسم الإنسان وما فيه من الأسرار العجيبة، بل اذهب إلى أستاذ الأنسجة واسأله عن الجلد وطبقاته والشعر وبصلاته، وانظر هذه الآلة التي لم يكشف الإنسان أسرارها كلها إلى اليوم، فضلاً عن أن يخلق مثلها. ولن أفيض في بيان هذه الأسرار، ولو ذكرت ما أعرفه منها لصغت من ذلك عشرة فصول، ولكن أشير إلى شيء واحد، هو أن هذا الإنسان أصله من مخلوق صغير جداً كأنه خيط