ولاثنتي عشرة ليلة خلت من السنة الثانية خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من المدينة بعد أن استخلف عليها سعد بن عبادة ليعترض عيرا لقريش، فسار حتى بلغ ودّان (?) وكان يحمل لواءه عمه حمزة، ولم يلق هناك حربا لأن العير كانت قد سبقته، وفي هذه الغزوة صالح بني ضمرة على أنهم امنون على أنفسهم ولهم النصر على من رامهم، وأنّ عليهم نصرة المسلمين إذا دعوا، ثم رجع إلى المدينة بعد مضي خمس عشرة ليلة.
ولم يمض على رجوعه غير قليل حتى بلغه أن عيرا لقريش ايبة من الشام، فيها أمية بن خلف ومائة من قريش، وألفان وخمسمائة بعير، فسار إليها في مائتين من المهاجرين، وذلك في ربيع الأول، وكان يحمل لواءه سعد بن أبي وقاص، فسار حتى بلغ بواط (?) فوجد العير قد فاتته فرجع ولم يلق كيدا (?) ، وذلك كله لما كان يأخذه المشركون من الحذر على أنفسهم والاجتهاد في تعمية أخبارهم عن أهل المدينة.