تمرة فليفعل، ومن لم يجد فبكلمة طيبة، فإنّ بها تجزى الحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته (?) .
ثم ساروا وكلّما مرّوا على دار من دور الأنصار يتضرّع إليه أهلها بأن ينزل عندهم، ويأخذون بزمام الناقة، فيقول: دعوها فإنها مأمورة، ولم تزل سائرة حتى أتت بفناء بني عدي بن النجار- وهم أخواله الذين تزوج منهم هاشم جده- فبركت بمحلة من محلاتهم أمام دار أبي أيوب الأنصاري واسمه خالد بن زيد (?) وذلك محل مسجده الشريف، فقال عليه الصلاة والسلام: ههنا المنزل إن شاء الله رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (?) فاحتمل أبو أيوب رحله ووضعه في منزله، وجاء أسعد بن زرارة فأخذ بزمام ناقته فكانت عنده، وخرجت ولائد النجار يقلن:
نحن جوار من بني النجار ... يا حبّذا محمّد من جار
فخرج إليهن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: أتحببنني؟ فقلن: نعم فقال: الله يعلم أنّ قلبي يحبكن (?) واختار عليه الصلاة والسلام النزول في الدور الأسفل من دار أبي أيوب ليكون أريح لزائريه، ولكن لم يرض رضي الله عنه ذلك كرامة لرسول الله لما يمكن أن يصيبه من التراب الذي يحدثه وطء الأقدام أو الماء الذي يهراق، فقد اتفق أن كسرت من زوجته جرّة ماء بالليل، فقام هو وهي بقطيفتهما التي ليس لهما غيرها يمسحان الماء خوفا على رسول الله، ولذلك لم يزل أبو أيوب