عدو يتجهّمني (?) أم إلى قريب ملّكته أمري؟ إن لم تكن ساخطا عليّ فلا أبالي غير أنّ عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت له السموات والأرض، وأشرقت له الظّلمات وصلح عليه أمر الدّنيا والاخرة، ان تحلّ عليّ غضبك أو تنزل عليّ سخطك، ولك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوّة إلّا بك) (?) . فلما راه ابنا ربيعة رقّا له وأرسلا إليه بقطف من العنب مع مولى لهما نصراني اسمه عدّاس، فلما ابتدأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأكل قال: (بسم الله الرّحمن الرّحيم) فقال عداس: هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد، فقال عليه الصلاة والسلام: من أي البلاد أنت وما دينك؟ فقال: نصراني من نينوى (?) ، فقال له عليه الصلاة والسلام: من قرية الرجل الصالح يونس بن متّى؟ قال: وما علمك بيونس؟ (?) فقرأ له من القران ما فيه قصة يونس، فلمّا سمع ذلك عداس أسلم، وأتى جبريل برسالة من الله جلّ ذكره، وقال: إن الله أمرني أن أطيعك في قومك لما صنعوه معك فقال عليه الصلاة والسلام (اللهمّ اهد قومي فإنهم لا يعلمون) فقال جبريل: صدق من سمّاك الرؤوف الرحيم (?) . ولما كان بنخلة (?) وفد عليه نفر من الجن يستمعون القران وهم ممّن ينتمون إلى موسى صلوات الله عليه، فلمّا سمعوه أنصتوا له ورجعوا إلى قومهم منذرين وأبلغوهم خبر رسول الله وفيهم نزل في سورة الأحقاف وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا