هذا، ولما تمّت بيعة الرجال بايعه النساء، وكن يبايعن على ألّا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهنّ وأرجلهنّ ولا يعصين الرسول في معروف (?) .
ثم أمر عليه السلام بلالا أن يؤذّن على ظهر الكعبة، وهذا بدء ظهور الإسلام على ظهر البيت الكريم، فلا عجب أن اتّخذ المسلمون هذا اليوم عيدا يحمدون فيه الله حقّ حمده على هذه النعمة الكبرى والنصر العظيم، وأقام عليه الصلاة والسلام بمكّة بعد فتحها تسعة عشر يوما كل يوم يقصر فيها الصلاة، وولّى عليها عتّاب بن أسيد (?) وجعل رزقه كل يوم درهما فكان عتاب رضي الله عنه يقول: لا أشبع الله بطنا جاع على درهم كلّ يوم.
وفي الخامس من مقامه عليه الصلاة والسلام بمكّة أرسل خالد بن الوليد في ثلاثين فارسا لهدم هيكل العزى وهي أكبر صنم لقريش وكان هيكلها ببطن نخلة، فتوجّه إليها خالد وهدمها.
وأرسل عليه السلام عمرو بن العاص لهدم سواع وهو أعظم صنم لهذيل وهيكله على ثلاثة أميال من مكّة فذهب إليه وهدمه.
وبعث سعد بن زيد الأشهلي في عشرين فارسا لهدم مناة وهي صنم لكلب وخزاعة وهيكلها بالمشلّل وهو جبل على ساحل البحر يهبط منه إلى قديد فتوجّهوا إليها وهدموها.