وصلوا مؤتة (?) مقتل الحارث بن عمير، وهناك وجدوا الروم قد جمعوا لهم جمعا عظيما (?) منهم ومن العرب المتنصرة. فتفاوض رجال الجيش فيما يفعلونه:

أيرسلون لرسول الله يطلبون منه مددا أم يقدمون على الحرب؟؟ فقال عبد الله بن رواحة: يا قوم والله إن الذي تكرهون هو ما خرجتم له، خرجتم تطلبون الشهادة، ونحن ما نقاتل بعدد ولا بقوة ولا بكثرة ما نقاتل إلّا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فإنما هي إحدى الحسنيين إما الظهور وإما الشهادة، فقال الناس: صدق والله ابن رواحة. ومضوا للقتال، فلقوا هذه الجموع المتكاثرة، فقاتل زيد بن حارثة رضي الله عنه حتى استشهد، فأخذ الراية جعفر بن أبي طالب وهو يقول:

يا حبّذا الجنّة واقترابها ... طيّبة وباردا شرابها

والروم روم قد دنا عذابها ... كافرة بعيدة أنسابها

عليّ إذ لاقيتها ضرابها

ولم يزل يقاتل حتى استشهد رضي الله عنه (?) ، فأخذ الراية عبد الله بن رواحة فتقدم ثم تردد بعض التردّد، فقال يخاطب نفسه:

أقسمت يا نفس لتنزلنّه ... طائعة أو لتكرهنّه

إن أجلب الناس وشدّوا الرّنّة ... مالي أراك تكرهين الجنّة

قد طالما قد كنت مطمئنّة ... هل أنت إلّا نطفة في شنّه؟ (?)

ثم اقتحم بفرسه المعمعة، ولم يزل يقاتل رضي الله عنه حتى استشهد، فهم بعض المسلمين بالرجوع إلى الوراء، فقال لهم عقبة بن عامر (?) : يا قوم يقتل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015