ومن المهاجرين: حمزة بن عبد المطلب، ومصعب بن عمير، ومن الأنصار حنظلة بن أبي عامر (?) وعمرو بن الجموح، وابنه خلّاد بن عمرو وأخو زوجه والد جابر بن عبد الله، فأتت زوج عمرو هند بنت حرام وحملتهم زوجها وابنها وأخاها على بعير لتدفنهم بالمدينة، فنهى عليه الصلاة والسلام عن الدفن خارج أحد فرجعوا وقتل سعد بن الربيع، وأرسل عليه الصلاة والسلام من يأتيه بخبره فوجده بين القتلى وبه رمق، فقيل له إن رسول الله يسأل عنك، فقال لمبلغه: قل لقومي:
يقول لكم سعد بن الربيع: الله الله وما عاهدتم عليه رسوله ليلة العقبة، فو الله مالكم عندي عذر، وقتل أنس بن النضر (?) عم أنس بن مالك، فإنه لما سمع بقتل رسول الله قال: يا قوم ما تصنعون بالبقاء بعده؟ موتوا على ما مات عليه إخوانكم، فلم يزل يقاتل حتى قتل رضي الله عنه.
ومثّلت قريش بقتلى أحد حتى إن هندا زوج أبي سفيان (?) بقرت بطن حمزة، وأخذت كبده لتأكلها، فلاكتها ثم أرسلتها، وفعلوا قريبا من ذلك بإخوانه الشهداء، ثم إن أبا سفيان صعد الجبل، ونادى بأعلى صوته: أنعمت فعال، إنّ الحرب سجال يوم بيوم بدر، وموعدكم بدر العام المقبل، ثم قال: إنكم ستجدون في قتلاكم مثلة لم امر بها ولم تسؤني (?) . ثم إن المشركين رجعوا إلى مكّة، ولم يعرجوا على المدينة، وهذا مما يدل على أن المسلمين لم ينهزموا في ذلك اليوم، وإلّا لم يكن بدّ من تعقب المشركين لهم حتى يغيروا على مدينتهم. ثم تفقّد عليه الصلاة والسلام القتلى وحزن على عمه حمزة حزنا شديدا، ودفن الشهداء كلّهم بأحد، كل شهيد بثوبه الذي قتل فيه، وكان يدفن الرجلين والثلاثة في لحد واحد