ابن زيد، ورفاعة بن المعلى، وعثمان بن عفان، وتوجّهوا إلى المدينة، ولكنهم استحيوا أن يدخلوها فرجعوا بعد ثلاث، وثبت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومعه جماعة منهم:

أبو طلحة الأنصاري (?) استمرّ بين يديه يمنع عنه بجحفته (?) ، وكان راميا شديد الرمي. فنثر كنانته (?) بين يدي رسول الله، وصار يقول: وجهي لوجهك فداء، وكل من كان يمر ومعه كنانة يقول له عليه الصلاة والسلام: انثرها لأبي طلحة، وكان ينظر إلى القوم ليرى ماذا يفعلون، فيقول له أبو طلحة: يا نبي الله بأبي أنت وأمي، لا تنظر يصيبك سهم من سهام القوم! نحري دون نحرك.

وممن ثبت سعد بن أبي وقاص، فكان عليه الصلاة والسلام يقول له: «إرم سعد! فداك أبي وأمي» . ومنهم سهل بن حنيف (?) وكان من مشاهير الرماة نضح عن رسول الله بالنبل حتى انفرج عنه الناس. ومنهم أبو دجانة سماك بن خرشة الأنصاري (?) تترّس على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فصار النبل يقع على ظهره وهو منحن حتى كثر فيه. وكان يقاتل عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم زيادة بن السكن (?) حتى أصابت الجراح مقاتله، فأمر به فأدني منه ووسده قدمه حتى مات. وقد أصابه عليه الصلاة والسلام شدائد عظيمة تحمّلها بما أعطاه الله من الثبات، فقد أقبل أبي بن خلف يريد قتله، فأخذ عليه الصلاة والسلام الحربة ممّن كانوا معه، وقال: خلّوا طريقه، فلمّا قرب منه ضربه ضربة كانت سبب هلاكه وهو راجع، ولم يقتل رسول الله غيره لا في هذه الغزوة ولا في غيرها. وكان أبو عامر الراهب قد حفر حفرا وغطاها ليقع فيها المسلمون، فوقع الرسول صلّى الله عليه وسلّم في حفرة منها، فأغمي عليه، وخدشت ركبتاه، فأخذ عليّ بيده، ورفعه طلحة بن عبيد الله وهما ممن ثبت حتى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015