ليس هنا علامة حسية يعرف بها كون الأيام سبعة بخلاف الشهر والسنة، وفصولها، ولما خلق الله السموات والأرض، وما بينهما في ستة أيام، وتعرف بذلك إلى عباده على ألسنة رسله، وأنبيائه شرع لهم في الأسبوع يوما يذكرهم فيه بذلك، وحكمة الخلق، وما خلقوا له، وبأجل العالم، وطي السموات والأرض، وعود الأمر كما بدأه سبحانه وعدا عليه حقا، وقولا وصدقا، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في فجر يوم الجمعة سورتي ألم تنزيل السجدة، وهل أتى على الإنسان لما اشتملتا عليه هاتان السورتان مما كان، ويكون من المبدأ والمعاد، وحشر الخلائق، وبعثهم من القبور إلى الجنة والنار لا لأجل السجدة كما يظنه من نقص علمه، ومعرفته، فيأتي بسجدة من سورة أخرى، ويعتقد أن فجر يوم الجمعة فضل بسجدة، وينكر على من لم يفعلها، وهكذا كانت قراءته صلى الله عليه وسلم في المجامع الكبار كالأعياد ونحوها بالسورة المشتملة على التوحيد والمبدأ والمعاد، وقصص الأنبياء مع أممهم، وما عامل به من كذبهم، وكفرهم من الهلاك والشقاء، ومن آمن منهم، وصدقهم من النجاة، والعافية كما كان يقرأ في العيدين بسورتي ق والقرآن المجيد، واقتربت الساعة، وانشق القمر، وتارة بسبح اسم ربك الأعلى، وهل أتاك حديث الغاشية، وتارة يقرأ في الجمعة بسورة الجمعة لما تضمنت من الأمر بهذه الصلاة، وإيجاب السعي إليها، وترك العمل العائق عنها، والأمر بإكثار ذكره ليحصل لهم الفلاح في الدارين، فإن في نسيان ذكره العطب، والهلاك في الدارين، ويقرأ في الثانية بسورة إذا جاءك المنافقون تحذيرا للأمة من النفاق المردي، وتحذيرا لهم أن يشغلهم أموالهم، وأولادهم عن صلاة الجمعة، وعن ذكره، وأنهم إن فعلوا ذلك خسروا، ولا بد وحضا لهم على الإنفاق الذي هو من أكبر أسباب سعادتهم، وتحذيرا لهم من هجوم الموت، وهم على حالة يطلبون الإقالة، ويتمنون الرجعة ولا يجابون إليها، وكذلك كان صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك عند قدوم وفد يريد أن يسمعهم القرآن، وكان يطيل قراءة الصلاة الجهرية لذلك كما صلى المغرب بالأعراف وبالطور وق، وكان يصلي الفجر بنحو مائة آية، وكذلك كان خطبه صلى الله عليه وسلم، إنما هي تقرير لأصول الإيمان من الإيمان بالله وملائكته، وكتبه ورسله، ولقائه وذكر الجنة والنار، وما أعد الله لأوليائه، وأهل طاعته، وما أعد