واصنع كماشٍ فوق ... أرض الشوك يحذر ما يَرَى

لا تحقرنَّ صغيرة ... إن الجبالَ من الحصى (?)

المطلب الثاني: أهمية التقوى

التقوى من أهم أسباب الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة؛ لأمور، منها:

أولا: أن الله - عز وجل - أوصى الأولين والآخرين بالتقوى

أولاً: أن الله - عز وجل - أوصى الأوّلين والآخرين بالتقوى فقال - سبحانه وتعالى -: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ الله} (?)، فهذه وصية عظيمة للأولين والآخرين بالتقوى المتضمِّنة للأمر والنهي، وتشريع الأحكام، والمجازاة لمن قام بهذه الوصية بالثواب، والمعاقبة لمن ضيَّعها وأهملها بأليم العقاب، ولهذا قال: {وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لله مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ الله غَنِيًّا حَمِيدًا}.

قال العلامة السعدي رحمه الله: (({وَإِن تَكْفُرُواْ} بأن تتركوا تقوى الله وتشركوا بالله ما لم يُنزِّل به سلطاناً فإنكم لا تضرون بذلك إلا أنفسكم، ولا تضرون الله شيئاً، ولا تنقصون ملكه، وله عبيد خير منكم وأعظم وأكثر، مطيعون له، خاضعون لأمره؛ ولهذا رتّب على ذلك قوله تعالى: {وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لله مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ الله غَنِيًّا حَمِيدًا} له الجود الكامل، والإحسان الشامل، الصادر من خزائن رحمته التي لا ينقصها الإنفاق، ولا يغيضها نفقةـ سحّاء الليل والنهار)) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015