بَابُ: ذِكْرِ مَا ادُّعِيَ عَلَيْهِ النَّسْخُ فِي سُورَةِ هَلْ أَتَى
ذِكْرُ الْآيَةِ الأُولَى: قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً} 1.
زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ هَذِهِ تَضَمَّنَتِ الْمَدْحَ عَلَى إِطْعَامِ الأَسِيرِ الْمُشْرِكِ، قَالَ: وَهَذَا مَنْسُوخٌ بِآيَةِ السَّيْفِ2.
أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَبْنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: أَبْنَا الْبَرْمَكِيُّ، قَالَ: أَبْنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: أَبْنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: أَبْنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: بنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ سعيد بن جبير: {وَأَسِيراً} قَالَ: يَعْنِي مِنَ الْمُشْرِكِينَ، نَسَخَ السَّيْفُ الأَسِيرَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ3.
قُلْتُ: وإنما أشار بهذا إِلَى أَنَّ الأَسِيرَ يُقْتَلُ وَلا يُفَادَى فَأَمَّا إِطْعَامُهُ فَفِيهِ ثَوَابٌ بالإجماع لقول عزوجل (فِي كُلِّ كَبِدٍ (حَرَّى) أَجْرٌ)