وطلب العفو، فسوف يبصرون عزّك وذلهم على ضدّ ما كان يوم القضاء.
والموضع الثاني: وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ وهو يوم القيامة والله أعلم، وأبصر ما يكون من عذاب الله لهم.
قلت: وعلى ما ذكرنا لا وجه للنسخ، وقد ادّعى بعضهم نسخ الآيتين خصوصا إذا قلنا أنها تكرار للأولتين.
: قوله تعالى: إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ [ص: 70].
ومعنى الكلام: إني ما علمت قصة آدم: إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ [ص: 71] إلا بوحي. وعلى هذا الآية محكمة، وقد زعم بعض من قل فهمه أنها منسوخة بآية السيف. وقد رددنا مثل هذه الدعوى في نظائرها المتقدمة.
: قوله تعالى: وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ [ص: 71].
زعم بعض من لا فهم له أنها منسوخة بآية السيف، وليس بصحيح، لأنه وعيد بعقاب إما أن يراد بوقته الموت أو القتل أو القيامة، وليس فيه ما يمنع قتال الكفار.
ذكر الآية الأولى
: قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ [الزمر: 3].
قال المفسرون: هذا حكم الآخرة، وهذا أمر محكم، وقد ادّعى بعضهم