وَعَن الْحُسَيْن رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام يَا رب كَيفَ شكرك آدم عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ علم أَن ذَلِك مني وَكَانَ ذَلِك شكره

فَأَما قَوْله احتسبوا وصبروا فالاحتساب أَن يرى ذَلِك الشَّيْء الَّذِي أَخذه لله وَإِن كَانَ قد صيره باسمه فَالْأَصْل هُوَ لله تَعَالَى فيحتسبه لله تَعَالَى كَمَا فِي الأَصْل وصبر أَي ثَبت فَلم يزل عَن مقَامه لله عز وَجل بِزَوَال ذَلِك الشَّيْء عَنهُ فَإِن العَبْد الْمُؤمن يَقُول انا لله وَهَا أناذا بَين يَدَيْهِ مُقيم فِي طَاعَته وَنعم الله عَلَيْهِ سابغة فَإِذا امتحنه وأزال عَنهُ نعمه زَالَ عَن مقَامه ذَلِك طَالبا لتِلْك النِّعْمَة الَّتِي زَالَت فَلَيْسَ هَذَا ثباتا وَالصَّبْر هُوَ الثَّبَات على الْمقَام بَين يَدَيْهِ وان لَا يعصيه

وَأما قَوْله وَلَا حلم وَلَا علم فَكَأَنَّهُ يخبر أَن الله عز وَجل قدر علما وحلما لخلقه يتحالمون فِيمَا بَينهم ويتعالمون فبذلك الْحلم يتخلقون بأخلاقهم كَمَا قدر فيهم رَحْمَة وَاحِدَة فَقَسمهَا بَينهم فبها يتراحمون فِيمَا بَينهم وَبهَا يتلاطفون وَمِنْه قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ان الله عز وَجل قسم بَيْنكُم أخلاقكم كَمَا قسم بَيْنكُم أرزاقكم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015