لَهُ الْوَلَد وَكَانَ فِي ذَلِك رجلا صَالحا يقري الضَّيْف وينول ابْن السَّبِيل وَيُعْطِي السَّائِل
فَبينا هم على ذَلِك وَقد أَتَى على ذَلِك سنُون إِذْ هُوَ بشيخين يقرعان عَلَيْهِ بَاب دَاره فَنَادَى غُلَامه فَقَالَ أنظر من يقرع بَاب الدَّار فَخرج غُلَامه فَإِذا هُوَ بشيخين قَالَ مَا حاجتكما قَالَا حاجتنا إِلَى سيدك فَرجع إِلَى سَيّده فَأخْبرهُ قَالَ انْطلق بهما ففرغ لَهما بَيْتا فِي نَاحيَة الدَّار ثمَّ أفرشهما وأتحفهما وأطعمهما وأسقهما فليبيتا بِخَير ثمَّ ليغدوا لحاجتهما وَهُوَ يحْسب أَنه كَانَ كمن يضيف فَرجع الْغُلَام إِلَيْهِمَا فَقَالَ إِن سَيِّدي أَمرنِي أَن أفرغ لَكمَا بَيْتا وَأَن أفرشكما وأتحفكما وأطعمكما وأسقيكما فتبيتا بِخَير ثمَّ تغدوا لحاجتكما قَالَا هَذَا مَكَاننَا أَو يَأْذَن لنا عَلَيْهِ قَالَ وَهِي لَيْلَة قُرَّة بَارِدَة شَدِيدَة الْبرد فَرجع إِلَى سَيّده فَأخْبرهُ فَقَالَ قل لَهما إِنِّي قد وضعت ثِيَابِي وخلوت بأهلي فبيتا ثمَّ أغدوا على حاجتكما فَرجع إِلَيْهِمَا فَأَخْبرهُمَا قَالَا هَذَا مَكَاننَا أَو يَأْذَن لنا فَغَضب العَبْد فأغلق الْبَاب دونهمَا وَانْصَرف إِلَى مضجعه
فَلَمَّا أصبح دَعَا غُلَامه فَقَالَ وَيحك مَا فعل ضيفاي قَالَ عرضت عَلَيْهِمَا مَا أَمرتنِي فأبيا فأغلقت الْبَاب وانصرفت قَالَ وَيحك تركت ضَيْفِي فِي سقيع بِغَيْر عشَاء لَا جرم لَأَفْعَلَنَّ بك وَلَأَفْعَلَن ائْذَنْ لَهما فدخلا إِلَيْهِ فَجعل يعْتَذر إِلَيْهِمَا أتيتماني فِي سَاعَة لَا يدْخل عَليّ فِيهَا فَأمرت الْغُلَام بقراكما فغمضتما ذَلِك فَذكر لي أَنه أغلق الْبَاب دونكما لَا جرم لَأَفْعَلَنَّ بِهِ وَلَأَفْعَلَن
قَالَا إِن لنا حَاجَة فأخلنا لحاجتنا فَأمر من حوله فارتفع حَتَّى إِذا خلوا بِهِ قَالَا هَل تعرفنا قَالَ لَا قَالَا أَتَذكر شيخين أتيتهما ببرية كَذَا وَكَذَا وَبَين أَيْدِيهِمَا خبز شعير يأكلانه وَأَنت كالمسمار المحترق قَالَ أذكر قَالَا فَمَا فعلت الْغنم قَالَ فعلت خيرا كثرت ونمت واتخذت أَصْنَاف الْأَمْوَال قَالَا أَلَسْت قد عرفت شرطنا عَلَيْك قَالَ