أَعطيتكُم قبل أَن تَسْأَلُونِي وغفرت لكم قبل أَن تستغفروني وأجبتكم قبل أَن تَدعُونِي وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {وَمَا كنت بِجَانِب الطّور إِذْ نادينا} {أشداء على الْكفَّار رحماء بَينهم} {وَمثلهمْ فِي الْإِنْجِيل كزرع أخرج شطأه} الْآيَة غر محجلون غر من السُّجُود محجلون من الْوضُوء وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوههم من أثر السُّجُود}
وَعَن عبد الله بن بشر الْمَازِني رَضِي الله عَنهُ قَالَ قيل يَا رَسُول الله كَيفَ تعرف أمتك يَوْمئِذٍ قَالَ أَرَأَيْت لَو كَانَ لأحدكم خيل دهم وفيهَا أغر محجل أما كَانَ يعرفهُ قَالُوا بلَى يَا رَسُول الله قَالَ فَإِن أمتِي يَوْمئِذٍ غر من السُّجُود محجلون من أثر الْوضُوء سماهم الله مُهَاجِرين وأنصارا هَاجرُوا فِي ذَاته الوطن والأهل وَالْمَال وَالْولد ونصروا الله تَعَالَى ثمَّ من سَار على منهاجهم بعدهمْ سماهم تابعين بِإِحْسَان ثمَّ جمعهم بالرضى عَنْهُم فَقَالَ {وَالسَّابِقُونَ الْأَولونَ من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وَالَّذين اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَان رَضِي الله عَنْهُم وَرَضوا عَنهُ} وجمعهم فِي اسْتِحْقَاق الْفَيْء فَقَالَ {للْفُقَرَاء الْمُهَاجِرين} إِلَى أَن قَالَ وَالَّذين جَاءُوا من بعدهمْ
وَإِنَّمَا نالوا هَذِه الكرامات بخطة وَاحِدَة وَهُوَ أَن الله تَعَالَى هدَاهُم