سَبْعُونَ ألف غرفَة يضيء حسنهم أهل الْجنَّة كَمَا تضيء الشَّمْس أهل الدُّنْيَا يَقُول أهل الْجنَّة بَعضهم لبَعض انْطَلقُوا بِنَا حَتَّى نَنْظُر إِلَى المتحابين فِي الله فَإِذا أشرفوا عَلَيْهِم أَضَاء حسنهم أهل الْجنَّة كَمَا تضيء الشَّمْس أهل الدُّنْيَا عَلَيْهِم ثِيَاب خضر من سندس مَكْتُوب على جباههم هَؤُلَاءِ المتحابون فِي الله
فَهَؤُلَاءِ أهل الغرف وهم أهل محبَّة الله فِي الله تَعَالَى وَإِنَّمَا تحَابوا فِي الله لمحبة الله تَعَالَى وَهُوَ قَوْله تَعَالَى (حقت محبتي للمتحابين بجلالي)
وَقد وصف الله تَعَالَى أهل الغرفة فَقَالَ {وَعباد الرَّحْمَن الَّذين يَمْشُونَ على الأَرْض هونا} إِلَى قَوْله {واجعلنا لِلْمُتقين إِمَامًا}
وصف مشيهم وخطابهم وانتصابهم لَهُ ودعاءهم ونفقاتهم ونزاهتهم وانتباههم وَصدقهمْ ومحبتهم ونصحهم ثمَّ قَالَ {أُولَئِكَ يجزون الغرفة بِمَا صَبَرُوا}
وَالصَّبْر بذل النَّفس والثبات لَهُ وقوفا بَين يَدَيْهِ بالقلوب عبَادَة وَقَالَ تَعَالَى {وَمَا أَمْوَالكُم وَلَا أَوْلَادكُم} إِلَى قَوْله {وهم فِي الغرفات آمنون}
ذكر أَن الْقرْبَة لَا تنَال بالأموال وَالْأَوْلَاد وَإِنَّمَا تنَال بِالْعَمَلِ الصَّالح يعلمك أَن هَذَا إِيمَان طمأنينة وَتعلق قلب بِهِ فِي كل مَا نابه وبجميع أُمُوره وَأَحْكَامه وَالْعَمَل الصَّالح الَّذِي لَا يخلطه بضده