قَالَ أَخَاف أَن يحرقني بهَا رَبِّي
فَلم تزل تخدعه وتراوده حَتَّى هم بهَا فَلَمَّا حل سراويله ورد يَده إِلَى جيب قَمِيصه ليخلعه وَيدخل مَعهَا فِي فراشها ناداه مُنَاد من السَّمَاء ثَلَاث مَرَّات مهلا يَا يُوسُف فَإنَّك إِن واقعت الْخَطِيئَة مُحي اسْمك من ديوَان النُّبُوَّة
فَلم يكترث لذَلِك الصَّوْت وغلبه مَا حدث فِيهِ من الشَّهْوَة فَمثل الله تَعَالَى لَهُ أَبَاهُ فِي مثل صورته الَّتِي عَهده فِيهَا فَنظر إِلَيْهِ غَضْبَان عاضا على أنملته المسبحة يوعده فَلَمَّا رأى ذَلِك يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام كف وهرب موليا نَحْو الْبَاب واتبعته سيدته فتداركا عِنْد الْبَاب ينازعها ليخرج وتجره من خَلفه ليرْجع فانقد قَمِيصه من دبر وألفيا سَيِّدهَا لَدَى الْبَاب {قَالَت مَا جَزَاء من أَرَادَ بأهلك سوءا إِلَّا أَن يسجن أَو عَذَاب أَلِيم}
فَلَمَّا رأى ذَلِك يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام أفشاها فَقَالَ {هِيَ راودتني عَن نَفسِي} حَتَّى آل الْأَمر إِلَى أَن شاع أمرهَا فِي النِّسَاء وقبح عَلَيْهَا الْأَمر فَجمعت النِّسَاء وَجعلت عيدا واستعانت بِهن عَلَيْهِ وأوعدته وهددته إِن لم يفعل ذَلِك ليسجنن أَو عَذَاب أَلِيم وليكونن من الصاغرين {قَالَ رب السجْن أحب إِلَيّ مِمَّا يدعونني إِلَيْهِ} فَاسْتَجَاب لَهُ ربه فصرف عَنهُ كيدهن
فَلبث فِي السجْن بضع سِنِين أَي عشر سِنِين فَلَمَّا انْتَهَت مُدَّة عُقُوبَة الْهم وَجَاء أَوَان الْخُرُوج مِنْهُ قَالَ لذَلِك الَّذِي كَانَ حَبسه الْملك