وَالسيف أمره وجي لَا يكَاد يلبث بِصَاحِبِهِ فَكَذَلِك الْمَرْأَة شهوتها من بَين الشَّهَوَات كالسيف من بَين الأسلحة
رُوِيَ أَن إِبْلِيس لما خلقت الْمَرْأَة قَالَ أَنْت نصف جندي وَأَنت مَوضِع سري وَأَنت سهمي الَّذِي أرمي بك فَلَا أخطئ
وَذكر الله تَعَالَى فِي تَنْزِيله الْكَرِيم حب الشَّهَوَات فَبَدَأَ بِذكر النِّسَاء فَقَالَ عز من قَائِل {زين للنَّاس حب الشَّهَوَات من النِّسَاء والبنين} ليعلم أَنَّهَا أقوى الشَّهَوَات وَقَالَ {وَخلق الْإِنْسَان ضَعِيفا} أَي فِي شَأْن النِّسَاء وَقَالَ تَعَالَى {لتسكنوا إِلَيْهَا} وَلَا يكون السكن إِلَّا من الِاضْطِرَاب والجولان
وَذكر الله تَعَالَى فِي تَنْزِيله الْكَرِيم شَأْن ثَلَاثَة من أنبيائه وأعلام أرضه ابتلوا بِهن يُوسُف وَدَاوُد وَمُحَمّد عَلَيْهِم السَّلَام
فَأَما يُوسُف فابتلي بِامْرَأَة الْعَزِيز فَلَمَّا تزينت لَهُ وراودته {قَالَ معَاذ الله إِنَّه رَبِّي أحسن مثواي}
فَلم تزل فِي مراودته ومخادعته حَتَّى خلت بِهِ فِي بَيتهَا وغلقت الْأَبْوَاب
فَقَالَت لَهُ يَا يُوسُف مَا أحسن صُورَة وَجهك
قَالَ فِي الرَّحِم صورني
قَالَت مَا أحسن شعرك
قَالَ هُوَ أول شَيْء يبْلى مني فِي قَبْرِي